بحث هذه المدونة الإلكترونية

.

.

الجمعة، 28 نوفمبر 2014

السيد عبد الحسين شرف الدين (رضي الله عنه)







السيد عبد الحسين شرف الدين
 (رضي الله عنه)
(1290 هـ - ق _ 1377 هـ - ق)
(1873 م _ 1957 م)





هو السيد عبد الحسين شرف الدين ،(رضي الله عنه) ،من كبارعلماء الجعفرية في جبل عامل ،جنوب لبنان ،ولد في الكاظمية بالعراق سنة (1873 ميلادي) ، (1290 هجري - قمري) ،وهو عاملي الأصل ، عراقي المولد ،تربّى في كنف والده السيّد يوسف شرف الدين ،وجده السيد هادي الصدر ،وتتلمذ على يديهما ،في المقدمات .

نسبه :

هو عبد الحسين الشهير بالسيد شرف الدين ، بن يوسف ، بن جواد ، بن إسماعيل ،بن محمد ،بن محمد ،بن إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين ،بن نور الدين الموسوي .
والده : السيد يوسف بن جواد بن إسماعيل ،درس في بداية تحصيله الحوزوي ،في مدرسة الشيخ عبد الله نعمة (الشيخ عبد الله نعمة العاملي الجبعي،(1804م – 1886م) ، فقيه جعفري من جبل عامل، ارتبط اسمه بتجديد مدرسة جباع الدينية التي تخرج منها جمع من العلماء، وهو شاعرٌ وأديبٌ ومؤلفٌ) (و جباع هي إحدى قرى  قضاء النبطية  ، بمحافظة النبطية بلبنان )، ثم سافر السيد يوسف إلى النجف الأشرف فالكاظمية المقدسة ،ودرس على يد الشيخ محمد باقر صاحب الرسائل ، والشيخ محمد حاك كاظم ،والشيخ عباس الجصاني في الكاظمية، أما في النجف ،فقد درس على الفاضل الشربياني ،وملا كاظم الخرساني ،وأقا رضا الهمداني ،و الشيخ محمد حسين الكاظمي ،ولطف الله المازندراني ، وتزوج ببنت السيد هادي الصدر ،ورجع إلى بلاده وسكن في قرية شحرور ،(شحور هي إحدى قرى قضاء صور في محافظة الجنوب بلبنان ،أطلق عليها في بعض الكتب "دار العز") ، وكان كثير العيال، توفي عام 1334 هجرية.
والدته : هي بنت السيد هادي بن السيد محمد علي بن السيد صالح الكبير(السيد صالح بن السيد محمد بن السيد إبراهيم شرف الدين بن السيد زين العابدين بن السيد نور الدين الموسوي العاملي ،كان معروفا بالسيد صالح الكبير العاملي المكي ،وكان من كبار علماء زمانه ، وانتهت اليه رئاسة الإمامية الإثني عشرية ، في البلاد الشامية)
أخوه: السيد شريف بن السيد يوسف شرف الدين ،ولد عام 1297 هجرية توفي عام 1335 هجرية .
قال عنه خاله السيد حسن الصدر  : " عالم فاضل ومحقق مدقق، ذو فضل واطلاع وغور في تحقيق الحقائق ، كامل في أكثر الفنون الإسلامية ، أحد المراجع في الدين اليوم ، له مصنفات حسنة ومؤلفات نافعة ، مروّج للدين نافع للمؤمنين"

دراسته وأساتذته :

عاش في العراق منذ ولادته وحتى العام 1905ميلادي (أي حوالي 32 عاما) نال خلالها درجة الإجتهاد المطلق، وبعدها عاد إلى جبل عامل ، وسكن مدينة صور وأسهم في النهضة العلمية والأدبية في جبل عامل كما عمل على التقريب بين المذاهب الإسلامية من خلال الحوارات البنّاءة مع مشايخ وعلماء أهل السنّة.
وفي العراق درس في النجف وفي سامراء على أعلامهما أمثال السيّد كاظم اليزديّ والآخُونْد محمّد كاظم الخُراسانيّ وشيخ الشريعة الإصفهانيّ والشيخ محمد طه نجف ،والسيّد إسماعيل الصدر، والسيّد حسن الصدر .

نشاطاته في صور :

يصف عبد الأمير سبيتي ،بيت السيد عبد الحسين شرف الدين في مدينة صور فيقول: " السيد عبد الحسين شرف الدين، أحد أعلام عصره علمًا وعملا وتأليفًا وجهادا وبناء لمؤسسات، ومرجعا لحلِّ المشكلات، وحاكما عدلا في من يرجع إليه من خلافات... وقد كان بيته لا يخلو من مراجع أو مستفت أو شاك أو صاحب حاجة أو زائر أو متفقِّد أو ضيف... في ليل أو نهار فالباب مشرع والديوان مفتوح "
إضافة إلى هذا فقد اعتنى السيد بتعليم الناشئة ، فأسس المدرسة الجعفرية في منطقة صور في العام 1938 ميلادي كما كان له الدور الأساس في بناء مدرسة الزهراء .
وأسّس السيّد نادياً سمّاه (نادي الإمام الصادق) للاحتفالات الدينيّة والمحاضرات الثقافيّة، ومسجداً أضافه إلى المدرسة والنادي.
ولرعاية الفقراء والمساكين أسّس (جمعيّة البرّ والإحسان) التي إضافة لدورها الاجتماعي كانت تقوم بدفنِ وتجهيز الموتى من المساكين كما ساهم في تأسيس الجمعية الخيرية الجعفرية.
من أوائل العلماء الشيعة الذين التفتوا إلى المهجر في أفريقيا فأرسلوا المبلّغين إلى هناك وكان في مقدمتهم ولداه السيد صدر الدين والسيد جعفر.
أسس الكلية الجعفرية لتربية الجيل الصاعد كما أسس الروضة الجعفرية للأطفال بقسميها البنين والبنات.

 

في السياسة :

وقف بقوة إلى جانب الثورة العربية الكبرى، وكان من المنادين بالوحدة السورية تحت راية الملك فيصل .
 كان من المعارضين للوجود الفرنسي وكان له دور بارز في مؤتمر وادي الحجير عام 1920 م بالحث على مقاومة الوجود الفرنسي في بلاد الشام.
 شارك في مؤتمر علماء وادي الحجير، وكان له خطاب بليغ دعا فيه إلى نبذ التفرقة الطائفية ، وانتخبه المؤتمر مع السيد عبد الحسين نور الدين والسيد محسن الأمين ليلتقوا الملك فيصل ويفاوضوه بإسم العامليين .

 حكم عليه الفرنسيون بالإعدام غيابيا وأحرقوا داره ومكتبته النفيسة، فاضطر إلى الهرب خارج لبنان .

فسكن دمشق فترة من الزمن، وبعدها ذهب إلى مصر، ومنها إلى فلسطين وأقام في قرية تسمى (علما) قرب الحدود مع جبل عامل حيث اجتمع بأهله ثانية هناك .

وبعد استقرار الأوضاع أُسقط الحكم عنه فعاد إلى أسرته في مدينة صور.  

 

أبناؤه :

برز أبناؤه في شتى المجالات السياسية والثقافية والفكرية والأدبية والصحفية ومن أشهرهم:

1 _   محمد علي شرف الدين : (1318 - 1373 هـ - ق) نبغ مبكرا وكان معقد آمال أبيه برز في المجالين الفكري والسياسي ، لكن سارع إليه الأجل فتوفي في حياة والده. لم يبق من مؤلفاته غير كتابه شيخ الأبطح في حياة أبي طالب. من أبنائه حسين شرف الدين أبو رائد - من مواليد 1929م ،وهو سياسي وناشط ثقافي ومؤلف وكاتب .

2 _   محمد جواد شرف الدين:  المفتي الجعفري الأسبق لمدينة صور ،أنجب ابناً وحيداً هو الوزير الأسبق المهندس جعفر محمد جواد شرف الدين الذي ولد في العام 1935م وله كتاب مشروع الليطاني بين الحقيقة والبهتان .

3 _ محمد رضا شرف الدين:  من أبنائه السيد حيدر تخرج من حوزتي النجف وقم ،وعاد إلى لبنان. أقام في الجنوب اللبناني و برز دوره في إحياء الشعائر الدينية والتبليغ الديني ،أنجب ولدين هما:  السيد محمد رضا الحفيد ،باحث وأستاذ في الحوزة العلمية في قم ،والسيد مرتضى الذي عكف على الدراسة الدينية بعد تخرجه من الجامعة اللبنانية .

4 _ صدر الدين شرف الدين  : من أبنائه السيد مصطفى والسيد أحمد وكلاهما توفي . وقد كان لهما دور من خلال رسالة التربية والتعليم، والسيد عمًّار الذي تخرج من حوزة قم ، انتقل إلى وطنه لبنان ومارس التدريس في حوزاته له مؤلفات منها بحث الجفر.

5 _ جعفر شرف الدين  : هو جعفر عبد الحسين شرف الدين عمّ جعفر محمد جواد شرف الدين .

6 _ السيد عبد الله شرف الدين:  تخرّج من الحوزات العلمية الشيعية وله كتب عديدة منها مع موسوعات رجال الشيعة .


مؤلفاته :

له ما يقارب من الثلاثين مؤلّفا بين كتاب ورسالة وغيرها  :

1.  المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة
2.  الفصول المهمة في تأليف الامة
3.  سبيل المؤمنين : يشتمل على ثلاث مجلدات في الأئمة وأحوالهم ومناقبهم.
4.  بغية الراغبين في أحوال آل شرف الدين: وهو كتاب في تواريخ أسرته وفروعها.
5.  شرح التبصرة : في ثلاث مجلدات.
6.  تعليقة على استصحاب رسائل الشيخ : في مجلد واحد.
7.  رسالة في " منجزات المريض " استدلالية.
8.  النصوص الجلية في امامة العترة الزكية : يشتمل على ثمانين نصا، أربعين مما أجمع على صحته المسلمون وأربعين مما انفردت به الامامية.
9.  تنزيل الايات الباهرة في فضل العترة الطاهرة : يشتمل على مائة آية نزلت في أئمة أهل البيت بحكم الصحاح المجمع على تصحيحها.
10.      تحفة المحدثين في من أخرج عنه الستة من المضعفين.
11.      تحفة الأصحاب في حكم أهل الكتاب.
12.      الذريعة في نقض البديعة.
13.      الفضائل المختلقة وأحاديثها الملفقة.
14.      مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الإسلام.
15.      رسالة بغية الفائز في نقل الجنائز.
16.      زكاة الأخلاق
17.      رسالة " الفوائد والفرائد "
18.      تعليقة على صحيح البخاري
19.      تعليقة على صحيح مسلم
20.      الأساليب البديعة في رجحان مآتم الشيعة
21.      رسالة " النجعة في أحكام المتعة "
22.      الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء
23.      أبو هريرة
24.      فلسفة الميثاق والولاية
25.      المراجعات : وقد انتشر انتشارا واسعا وطبع طبعات كثيرة
26.      النص والاجتهاد
27.      مسائل فقهية
28.      إلى المجمع العلم العربي
29.      أجوبة مسائل جار الله
30.      كلمة حول الرؤية

وفاته :

توفى في مدينة صور سنة 1957 ميلادي (1377 هجرية)، ونُقل جثمانه إلى النجف فدفن في مشهد الإمام علي بن أبي طالب (علية السلام) .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق