بحث هذه المدونة الإلكترونية

.

.

الخميس، 2 أكتوبر 2014

الشيخ محمد تقي بهجت (رضوان الله عليه)






الشيخ محمد تقي بهجت
(رضوان الله عليه)



هو الشيخ محمد تقي بهجت ،بن الميرزا محمود الكربلائي ،بن مهدي ولد (رضي الله عنه) ، ليلة الجمعة 24 أوت ،(أغسطس ، آب) 1916 ميلادي ،الموافق لـ 25 شوال 1334 ،هجري قمري ، الموافق لـ 2 شهريور 1295 ، هجري شمسي ،بمدينة فومن وهي من المدن المركزية ،في محافظة جيلان ( گیلان ) ، شمال ايران ، امه (مرضية خانوم) وهي من عائلة متدينة محافظة ، إخوته ،مهدي ،ومحمد حسين ، ومعصومة ،ومحمد تقي ،وهذا الأخير توفي وهو لم يبلغ السابعة من عمره بعد ، وناسب غاية المناسبة أن القادم الجديد ،سمته الأسرة الكريمة بمحمد تقي (المعروف بالشيخ بهجت) لما له من محتوى تبركي وتفاؤلي ، في ذاكرة الأسرة ومخيلتها ،وفيما اُلهمته ،رؤية في المنام ، وطائفاً في اليقظة ، انطوت عليه جوانحها ، ودثرته بلحاف مشاعرها ،وانتظرته قدراً ثابت التحقق ،وذلك لأن الولد المتوفى ارتبط بهذه الحيثية ،وتعلق بها تعلقاً ايمانياً ،كتعلق اهله الى الثمالة بكل ما هو قرآني ،ونبوي ،وولائي ،وغيبي ،وكإنفتاحهم بلا تحفظ ،ولا تردد ،على كل ما هو عبادي ،وتقربي ،وقبولهم عن طيب خاطر ،ومع حصول لذة ، بكل ما هو اختباري وابتلائي، فلم يكن منها الا أن سمته بإسمه (بإسم الولد المتوفى) ووسمته بوسمه ،ونقلت كل ما وضعته في الولد المتوفى من أفكار ومعاني ورموز وامكانا مستقبلياً ،الى الولد الجديد أو القادم الجديد ،فكان ما أملت وحزرت ، امداداً غيبياً ، ووهباً إِلَهِياً ، وجزاءاً ربانياً ، وذلك لأن لهذا الإسم قصة .
_ ففي مدينة «فومن» تلك المدينة المفعمة بالولاء لآل البيت (عليهم السلام)، ومن عائلة متدينة ،ومعروفة ،بالعلم والورع ، والتقوى ،بزغ نور الميرزا محمود بن مهدي الكربلائي، العاشق لأهل البيت (عليهم السلام) ،وخادم المنبر الحسيني ،والتي لاتزال لمراثيه حرارة في قلوب الوالهين لن تبرد أبدا.
لم يكن قد تجاوز الميرزا محمود الكربلائي ،السابعة عشر بعد ، عندما انتشر الوباء في مدينة فومن وقد اجتاح تلك البلدة الطيبة وفتك بأهلها ،حيث أنه لا يكاد يخلو بيت من الإصابة بهذا المرض  الخبيث ،ليقتل كبيرها، وصغيرها، فأصبحت مدينة فومن ((كأعجاز نخل خاوية)) .
اصيب الميرزا محمود ،الملقب بالكربلائي _ وهو لقب اکتسبه لإشتهاره بزياراته الى أرض الطف كربلاء _ و تدهورت حالته الصحية ،حتى بلغت روحه التراقي ،و أصبح قاب قوسين أو أدنى من الموت.
في الوقت الذي كان فيه الميرزا محمود الكربلائي  (رحمه الله) يصارع الموت ،تأتي البشارة ،ويرى رؤيا نورانية تبشره بالولي القادم ،وسمع صوتاً خفياً ،وكأنّه نداء يحمل في تضاعيفه سرّا ملكوتيا ،افتضت معالمه بعد سنوات : «دعوه ،إنّه والد محمد تقي ؟!» ،وما إن توارى هذا النداء الخفيّ ،حتى سرت العناية الإلهية في جسده ،وتماثل إلى الشفاء، وارتفعت عنه كل مظاهر المرض ،وعاد الميرزا محمود (رحمه الله) الى الحياة بقدرة العلي القدير .
و قد شاعت تلك الرؤيا في المدينة ،خاصة أنه على إثرها ،كان شفاء والد الشيخ محمد تقي بهجت (رضي الله عنهما) .
دراسته :
أنهى الشيخ محمد تقي بهجت (رضوان الله عليه) دراسته الابتدائية بمدينة فومن ،ثمّ أكبَّ على تعلّم العلوم الدينية ،وفي عام 1348 هـ ،سافر إلى مدينة قم ،لإكمال دراسته ، فأقام فيها مدّة قصيرة ،ثمّ هاجر إلى مدينة كربلاء المقدّسة ،وفي عام 1352 هـ توجه إلى مدينة النجف لإكمال دراسته الحوزوية ، وبقي فيها إلى عام 1356 هـ ، ثمّ رجع إلى مدينة قم المقدّسة لمواصلة دروسه.

أساتذته :

منهم : السيد حسين البادكوبي ، والسيد أبو القاسم الخوئي ، والشيخ ضياء الدين العراقي ،والشيخ محمد كاظم الشيرازي ، والسيد محمد حجت الكوهكمري ،والشيخ محمد حسين الغروي النائيني ،والسيد حسين الطباطبائي البروجردي ،والسيد أبو الحسن الموسوي الأصفهاني ، والشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني المعروف بالكمباني .

تدريسه :

بدأ العارف بالله ،الولي الصالح ،الشيخ محمد تقي بهجت (رضي الله عنه) بتدريس البحث الخارج ، في الفقه والأُصول منذ قرابة 50 عاماً ، و يُعزى السبب في عدم اشتهاره كونه قد اعتاد التدريس في منزله.

تلامذته :

ومن تلامذته (قدس سره) : الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي ، والسيد مهدي روحاني ، والشيخ محمد حسن أحمدي فقيه ، والشيخ محمد حسين أحمدي فقيه ،والشيخ حسين مفيدي ، والسيد رضا حسيني نسب ،والشيخ محمود أمجد ، والشيخ مسعودي خميني ، والشيخ مهدي هادوي ، والشيخ الشهيد نمازي الشيرازي ، والشيخ محمد كريم يارسا ،والسيد رضا خسروشاهي ،والشيخ ناجي درويش .

مؤلفاته :

و من مؤلفاته ( رضي الله عنه ) : مناسك الحج ، كتاب الطهارة ، رسالة توضيح المسائل ، دورة كاملة في الأصول ، دورة كاملة في كتاب الصلاة ،وحاشية على مكاسب الشيخ الأنصاري .

مقتطفات من حياة الشيخ محمد تقي بهجت (قدس الله سره)

1 _ يقول آية الله عباس القوجاني : كانت بيني وبين الشيخ بهجت (رضي الله عنه) صداقة حميمة ،فرأيته فترة عند دراسته في النجف الأشرف يتناول طعام العشاء بمجرد غروب الشمس ،ثم يتجه نحو النوم ،ولايوقد المصباح للمطالعة أو الدراسة، فظننت بأنه يرقد في أول الليل ليستيقظ ساعتين أو ثلاث ساعات قبل أذان الصبح ،ولكنني عرفت بعد ستة أشهر بأن الشيخ بهجت لم يكن عنده وقود للمصباح ،وكان يكتم هذا الأمر بحيث لم يلتفت إليه أحد ،وكان الشيخ بهجت أيضاً لا يشتري شيئاً من أصحاب المحلات بالسلف .
2 _ يقول احد الفضلاء : ذهبت في يوم 14 شهر رمضان المبارك ، عام 1416 ه ،إلى منزله لأكون معه خلال فترة ذهابه من المنزل إلى المسجد ، ولأصلي صلاة الظهر والعصر بإمامته ،وبعد خروجه من المنزل ،جاءه شخص بعد لحظات ،وعرّف نفسه ، ثم قال : أنا أعمل طيلة عشرين عاماً في طباعة الكتب ونشرها ، فهل تمنحونني الإذن بجمع النكات الأخلاقية التي تذكرونها خلال الدرس وطباعتها ؟..
قال آية الله بهجت (رضي الله عنه) : نحن لم ندرس الأخلاق ،إنما هو درس الفقه والأصول الذي يؤدي إلى بيان هذه المسائل !..
قال ذلك الناشر : نجمع ونطبع تلك الأمور الواردة في درس الفقه ، والأصول ، والكلام ، الذي تنقلونه من العظماء الماضين .
قال سماحة الأستاذ : بشرطين : الأول : عدم ذكر اسمي ، والثاني : ينبغي أن تكتب الأمور كما ذكرتها وأن لا يضاف عليها أو ينقص منها حرف واحد ! ...
فرد الناشر: لا يضاف على كلامكم ولا ينقص منه شيء - إن شاء الله - ولكن لا يمكن عدم ذكر اسمكم ، فإن المطبوع سيكون مجهول القائل !..
قال الشيخ بهجت : لا... في هذه الحالة لا أسمح لكم بذلك ولا أمنحكم الإذن... اكتبوا على الغلاف: (أحد أهل العلم) وأنا لحد الآن لم أسمح لأحد أن يذكر اسمي .
من توصيات الشيخ محمد تقي بهجت (قدس سره)
سئل الشيخ بهجت (رضي الله عنه)  ،ما هي أول المرحلة للسير والسلوك إلى الله تعالى؟.. ،فأجابهم قائلاً : ((هي أن تروا حلال الله حلالاً وحرامه حراماً)).

توصيته لتقوية الفهم والحافظة :
لتقوية الحافظة وشحذ الفهم وتنوير الإدراك ، اقرؤوا بعد الصلاة هذا التسبيح: (سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته!.. سبحان من لا يأخذ أهل الأرض بألوان العذاب!.. سبحان الله الرؤوف الرحيم!.. اللهم اجعل لي في قلبي نوراً وبصراً وفهماً وعلماً؛ إنك على كل شيء قدير).

 وفاته :

في عصر يوم الاحد 17 أيار ،مايو (ماي) سنة 2009 ميلادي ، الموافق لـ 22 جمادى الأولى من عام 1430 هجري قمري الموافق لـ 27 ارديبهشت سنة 1388 هجري شمسي ،اذيع نبأ وفاة المرحوم الشيخ محمد تقي بهجت (رضي الله عنه وأرضاه) .












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق