بحث هذه المدونة الإلكترونية

.

.

السبت، 18 أكتوبر 2014

مرجع الطائفة _ الإمام السيد محسن طباطبائي الحكيم (قدس الله روحه)





مرجع الطائفة
الإمام السيد محسن طباطبائي الحكيم
(قدس الله روحه)
(1889 -1970 ميلادي)_(1306 – 1390 هجريقمري)
 ( 1268 1349 هجري – شمسي )






هو الفقيه السيد محسن طباطبائي الحكيم (قدس سره) ، ولد (رضي الله عنه) ، في شهر شوال من سنة (1306) هجري - قمري ،و(1268) هجري – شمسي ، و(1889) ميلادي ، بمدينة النجف الأشرف ، في اسرة علمائية عريقة ، معروفة بالصلاح  والتقوى ، يرجع أصلها الى منطقة ، جبل عامل ، بجنوب لبنان ،ويصل نسبها الى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) .
ابوه : السيد مهدي الحكيم (رحمه الله) من مدرسي علم الأخلاق ،والمعروفين في زمانه ، وأما أمه ، فهي حفيدة الفقيه ، عبد النبي الكاظمي (رحمه الله) صاحب كتاب تكملة الرجال .

نسبه :
هو السيّد محسن بن السيّد مهدي بن السيّد صالح بن السيّد أحمد بن السيّد محمود بن السيّد إبراهيم بن الامير السيّد علي هو ابن السيّد مراد بن السيّد اسد الله بن جلال الدين بن حسن بن مجد الدين علي بن قوام الدين محمد بن إسماعيل بن عباد بن أبي المكارم بن عباد بن أبي المجد أحمد بن عباد بن علي بن حمزة بن طاهر بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن السيّد إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنّى بن الإمام الحسن السّبط بن مولى الموحدين وامام المتقين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) .

قصة لقب ( الحكيم ) :
سُميت هذه العائلة الشريفة بـ (الحكيم) ، نسبة الى أحد  أجدادهم وكان طبيباً بارعاً ،ناجحاً ومشهوراً ، اسمه "علي" ومنذ ذلك الزمن اكتسبت هذه العائلة الكريمة لقب (الحكيم) بمعنى الطبيب ، وأصبح لقباً مشهوراً لها .

اخوته :
السيد هاشم ، والسيد محمود .

أولاده :

للسيد محسن الحكيم (رضوان الله عليه) عشرة أولاد وأربع بنات ، أما البنون فهم :

السيد عبد الهادي ،والسيد عبد الصاحب ،والسيد علاء الدين ،والسيد محمد حسين ،والسيد عبد العزيز ،والسيد يوسف ،والسيد محمد رضا والسيد مهدي ،والسيد محمد كاظم ،والسيد محمد باقر .


دراسته :

أنهى السيد محسن الحكيم (قدس الله سره) دراسته الابتدائية ، ودراسة المقدمات في الحوزة العلمية ، ثم شرع بدراسة السطوح والسطوح والعليا ،عند أساتذة عصره ، و لما بلغ عمره عشرين سنة ؛ تتلمذ على يد كبار العلماء .

أساتذته :


من أساتذته (قدس الله سره) : السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي ، والشيخ محمد كاظم الخراساني المعروف بـ (الآخوند الخراساني) ،والشيخ ضياء الدين العراقي ،والشيخ أبي تراب الخونساري ، وشيخ الشريعة الأصفهاني ، والميرزا محمد حسين الغروي النائيني ، والسيد محمد سعيد الحبوبي ، والشيخ الجواهري ( قدس الله سرهم أجمعين ) .

مرجعيته :

نال السيد محسن الحكيم ، (قدس الله روحه) ، مرتبة الإجتهاد ، وبعد وفاة السيد أبو الحسن الاصفهاني ، (رضي الله عنه) ، وكان المرجع الثاني للجعفرية في العالم ، أصبح السيد محسن الحكيم ( رحمه الله) مرجعاً ، و بعد رحيل السيد حسين البروجردي ، (رضي الله عليه) ، تسلم  السيد ،المرجعية العامة للإمامية في عالم .

دوره في حوزة العلمية :


بعد أن تسلم السيد محسن الحكيم (قدس سره) ،المرجعية العامة للجعفرية في العالم ،أخذ بوضع نظام إداري للحوزة ، وشرع ببناء المدارس ،وإرسال المبلغين ،إلى نقاط مختلفة في العراق .
 وبهذا العمل ،ازداد عدد الطلاب في جميع الحوزات ، وأشرف على الكثير من المجلات الإسلامية ، التي كانت تصدر في ذلك الوقت .

تلامذته :

 

من تلامذته (رضي الله عنه) : نجله السيّد يوسف ،وسبطه السيّد محمّد سعيد الطباطبائي الحكيم ،والشهيد السيّد محمّد باقر الصدر ،والسيّد علي الحسيني السيستاني ،والشيخ حسين وحيد الخراساني ،والشهيد السيّد محمّد رضا الموسوي الخلخالي ،والشهيد السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي ،والسيّد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي ،والسيّد محمّد مهدي الموسوي الخلخالي ،والشيخ أبو الفضل النجفي الخونساري، والشهيد الشيخ مرتضى البروجردي ،والسيّد عزّ الدين الحسيني الزنجاني ،والشيخ ناصر مكارم الشيرازي ،والشهيد الشيخ أحمد الأنصاري ،والشيخ حسين الراستي الكاشاني ،والشيخ عبد المنعم الفرطوسي ،والشهيد السيّد أسد الله المدني ، والشيخ محمّد هادي معرفة، والشيخ قربان علي الكابلي ،والشيخ حسن البهبهاني.

مؤلّفاته :

 

ومن مؤلفاته (قدس الله سره) : مستمسك العروة الوثقى ، ومنهاج الناسكين ، وتحرير المنهاج ، وحقائق الأُصول ، وشرح التبصرة ، ودليل الناسك، ونهج الفقاهة، ورسالة في بعض المسائل المتفرّقة في الصلاة، وحواش على تقريرات السيّد الخونساري، وشرح كتاب المراح في علم الصرف، وتعليقة على كتاب رياض المسائل، ورسالة مختصرة في علم الدراية، وحاشية على كتاب الدرّ الثمين، وحاشية على الرسالة الصلاتية، وتعليقة على العروة الوثقى، ومختصر منهاج الصالحين، وحواش على نجاة العباد، ورسالة في سجدة السهو، وشرح تشريح الأفلاك، ومنهاج الصالحين.

مشاريعه :

 

من مشاريعه (رحمه الله) : تأسيس المكتبات العامّة في أنحاء العراق كافّة ؛ لنشر الثقافة الإسلامية ، وتوعية الشباب المسلم ، وحمايته من الانحراف والانجراف وراء الأفكار الهدّامة ، التي كانت ناشطة ومنتشرة آنذاك، وقد بلغ عدد تلك المكتبات أكثر من (70) مكتبة، وكان أكبرها مكتبة الإمام الحكيم العامّة في النجف الأشرف، التي كانت تحتوي على (30.000) كتاب مطبوع، وحوالي (5000) نسخة خطّية.
و بناء المساجد ،والتكايا ،والحسينيات ،في العراق ،ولبنان ،وسورية وباكستان ،وأفغانستان ،والمدينة المنوّرة، وجعلها مراكز دينية لإجراء العبادات، وإقامة الاحتفالات، ونشر الأفكار الإسلامية، وتوضيح المسائل والأحكام الشرعية، وتوضيح ونشر أفكار أهل البيت(عليهم السلام).
وتأسيس المراكز الثقافية الإسلامية في نقاط مختلفة من العراق.
و طباعة الكتب الإسلامية وإرسالها إلى مناطق مختلفة من العالم.
و إدخال مواد دراسية جديدة في الحوزة العلمية ، مثل : التفسير والاقتصاد ،والفلسفة ،والعقائد ، كما شجّع طلّاب العلوم الدينية على التأليف ،وأشرف على المجلّات الإسلامية التي كانت تصدر آنذاك مثل: الأضواء ، رسالة الإسلام ، النجف ،وغيرها .
وتأسيس المدارس العلمية لطلبة العلوم الدينية ، ومنها:
1ـ مدرسة شريف العلماء في مدينة كربلاء المقدّسة.
2 ـ مدرسة السيّد اليزدي في مدينة النجف الأشرف.
3 ـ مدرسة دار الحكمة في مدينة النجف الأشرف.
4 ـ المدرسة العلمية في مدينة النجف الأشرف.
5 ـ المدرسة العلمية في مدينة الحلّة.
6 ـ ومدرسة الأفغانيين والتبتيين.

محاربته الأفكار الشيوعية في العراق :

تغلغلت الأفكار الشيوعية بين اوساط الجماهير في العراق ايام السيد محسن الحكيم (رحمه الله) ،وقد طبّل الحزب الشيوعي لتلك الأفكار فاخذ كثير الناس يطالبون بتحقيق (العدالة الاجتماعية) في العراق ،وعلى اثر ذلك احس السيد بمسؤوليته تجاه الأوضاع ، فتصدى لتلك الأفكار التي يعتبرها الدين الإسلامي إلحادية ، وعمل على توجيه انتباه الناس إلى ان الإسلام وحده هو القادر على تحقيق العدالة الاجتماعية ،وقد اصدر لذلك بيانات عديدة ،الا انه وجد ان هذه الإنذارات المتكررة لا تجدي نفعا، وان النشاط الشيوعي آخذ بالتوسع والاستفحال وقد افتضح أمر الشيوعيين بعدما أقدموا بالتعاون مع أتباع الحزب الديمقراطي الكردستاني ، على تنفيذ مجزرة بشعة ،في مدينة كركوك الشمالية ،فاصدر فتواه المشهورة (الـشيوعية كفر والحاد) ، مما أدى إلى تقويض نفوذ ذلك الحزب الكافر واجبر عبد الكريم قاسم ، رئيس وزراء العراق آنذاك ،على ابعاد افراد هذا الحزب عن الساحة السياسية ، وهرب نصير الشيوعيين آنذاك ، (ملا  مصطفى البرزاني)،  من العراق ولم يعد إليه ،إلا بعد إعدام عبد الكريم قاسم .

 

مواقفه السياسية :

 

كـان السيد محسن الحكيم (قدس سره) ،منذ ايام شبابه رافضا للظالمين واعداء الدين ، وقد شارك بنفسه في التصدي للاحتلال البريطاني الغاشم للعراق ، حيث كان مسؤولا عن المجموعة المجاهدة في منطقة الشعيبة في جنوب العراق ، وكان يعلم بالنوايا الخبيثة للاستعمار،عندما اخذ يتبع سياسة فرّق تسد في العراق . بذل السيد الحكيم (رحمه الله) قصارى جهوده في سبيل جمع شمل المسلمين من المذاهب المختلفة عن طـريـق المشاركة في كثير من الفعاليات التي كان يقيمها اهل السنّة ، مشجعا اياهم في الوقت نفسه على حضورهـم في المقابل بالمناسبات التي يقيمها الشيعة ، وعندما اخذ الحكام المرتبطون بالاجنبي بترويج افكار القومية العربية في العراق ؛ قام السيد بالتصدي لتلك الأفكار ، وقاوم كل اشكال التعصب والتمييز الطائفي ،والعرقي ،في العراق ، وخير شاهد على ذلك اصداره الفتوى المعروفة ،بحرمة مقاتلة الأكراد في شمال العراق ،لانهم مسلمون ، تجمعهم مع العرب روابط الاخوة والدين .
لهذا فقد فشل النظام العراقي في الحصول على فتوى شرعية من علماء الدين لمحاربة الأكراد في الشمال .
ومـن مواقفه السياسية الأخرى دعمه لحركات التحرر في العالم الإسلامي ، وعلى راسها حركة تحرير فلسطين ، واصدر بهذا الخصوص العديد من البيانات التي تشجب العدوان الصهيوني ،وتؤكد على ضـرورة الوحدة الإسلامية، لغرض تحقيق الهدف الاسمى، وهو تحرير القدس من ايدي الصهانية المعتدين .

دوره في حركة النهضة الإسلامية في إيران :

 

ان الإمام السيد محسن الحكيم (رضي الله عنه) ، كان من أكبر المدافعين عن النهضة الإسلامية في إيران منذ بدايتها على ايدي علماء الدين ، إثر صدور اللائحة القانونية لانتخابات المجالس العامة والمحلية ، التي استنكرها السيد محسن الحكيم ببرقية ارسلها إلى آية اللّه البهبهاني ،مطالبا علماء الحوزة العلمية بابلاغ النظام الشاهنشاهي بالامتناع عن اصدار هكذا قوانين ، والتي لا تنسجم مع الإسلام ، كما اصدر برقية أخرى بمناسبة هجوم عملاء نظام الشاه على المدرسة الفيضية في مدينة قم المقدسة ، وطـلب فيها من العلماء الهجرة إلى النجف الاشرف ، كما استنكر سياسة القمع والإرهاب التي تعرض لها المؤمنون بعد انتفاضة 15 خرداد ،والتي فجرها الامام الخميني (قدس سره) ، و انذر نظام الشاه ، عـنـدمـا اراد تنفيذ حكم الإعدام بمجموعة كبيرة من افراد الحركة الإسلامية ،الذين كانوا يرزحون في سجون الشاه .

 

صفاته وأخلاقه :

 

كان سمحاً ،عطوفاً ، يعامل الآخرين بلطف ، ولهذا السبب أصبح محبوباً ومُهاباً من قبل الجميع ، وكان شديد التواضع ، كان لا يستفيد في تأمين أُموره المعاشية على ما يحصل عليه من الأموال الشرعية ، بل كان يعتمد على الهدايا الخاصّة التي كان يرسلها إليه مقلّدوه ، إذ كانوا يعلمون أنّه لايصرف على احتياجاته الشخصية من الأموال الشرعية ،كان له برنامج دقيق جدّاً لحياته اليومية ، فهو لا يفرّط بالوقت ، ومَن عاش معه من الطلبة في النجف الأشرف ،يعرف جيّداً متى يذهب لموقابلته ،وفي أيّ ساعة ،كان له اهتمام كبير بإحياء مناسبات أهل البيت (عليهم السلام)، وبالخصوص إحياء مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) ، إضافة إلى قيامه بالعبادات المستحبّة كالنوافل اليومية، والتهجّد بالليل ، وغير ذلك .
قال الشهيد السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي (رحمه الله) :
 (لم يحدّث الفقيد الحكيم نفسه بالرئاسة يوماً من الأيّام ، لكنّي وجدت الزعامة والرئاسة هي التي وجدته لائقاً وجديراً بها ، وقد نقل لي أحد مقرّبيه بأنّه لم ير السيّد يوماً يضحك بصوتٍ عال ، وفي أشدّ الأحوال التي تدعو إلى الضحك وجدته مبتسماً لا أكثر ، بالإضافة إلى ذلك كان رجلاً فريداً من نوعه ، بالشجاعة في تلك الأيّام ، لا يهاب الرؤساء والسلاطين ، و لايتردّد في إصدار الفتاوى) .

وفاته :

 

انتقل السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدس الله سره) الى رحمة ربه ،في يوم الإثنين السابع والعشرين من شهر ،ربيع الأوّل سنة ( 1390 ) هجري – قمري ، الموافق لـ ( 11 ) خرداد سنة ( 1349 ) هجري – شمسي ،الموافق لـ ( 1 ) جوان (حزيران يونيو) سنة ( 1970 ) ميلادي ،عن عمر يناهز 81 سنة ، واستغرق تشييع جثمانه الطاهر ، من العاصمة بغداد ، إلى مدينة النجف الأشرف ، مدّة يومين بموكبٍ مهيب ، ودُفن بمكتبته العامّة في النجف الأشرف .











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق