اسوة العارفين
السيد علي القاضي
(رضي
الله عنه)
(1242 _ 1325 هـجري - شمسي) - (1282 – 1366 هـجري - قمري)
(1242 _ 1325 هـجري - شمسي) - (1282 – 1366 هـجري - قمري)
( 1864 – 1947 ميلادي)
هو العارف والفيلسوف
،الفقيه ، والمفسر ، السيد علي القاضي ، الطباطبائي التبريزي (قدس سره) ، ولد (رضي الله عنه وأرضاه)
، سنة (1282) هجري - قمري ، (1864) ميلادي ، بمنطقة تبريز ، في
عائلة علمية معروفة بإلتزامها بالتدين ،وموسومة بالفضل والإحترام ، وعاش أغلب
حياته بالنجف الأشرف ، كان أستاذاً في
علوم الشريعة والحقيقة ، ومربياً في السير والسلوك ،عرف بعشقه للتصوف
والعرفان ، تتلمذ على يديه العديد من
العلماء والمراجع ، ومنهم ،محمد البهاري ، وأحمد الكربلائي ، والسيد محمد حسين
الطباطبائي ،و السيد عباس الكاشاني وغيرهم ،عمل بالتدريس في الحوزة العلمية بالنجف
الأشرف ، وكان من كبار أساتذة الأخلاق .
نسبه :
هو الميرزا
،السيد علي بن الميرزا السيد حسين ،بن الميرزا السيد أحمد بن الميرزا السيد رحيم
القاضي الطباطبائي التبريزي ، الملقب بـ القاضي
الطباطبائي .
دراسته :
درس السيد علي القاضي (قدس سره) ،المقدمات عند أهل الفضل بمنطقة تبريز ، فتعلم العلوم العربية ، كانحو ، والصرف ، والبلاغة ، عند الشاعر الأديب ،الميرزا محمد تقي التبريزي ،المتوفي سنة 1324 هجري - قمري ،كما درس عند والده السيد حسين القاضي (رحمه الله) التفسير ،فدرس عنده تفسير الكشاف للزمخشري ،ودرس السطوح على يد الميرزا موسى التبريزي ،صاحب الحاشية على الرسائل ، وعند السيد محمد علي قره جه داغي ،صاحب الحاشية على شرح اللمعة ،وفي سنة 1313 هجري – قمري ، هاجر إلى النجف الأشرف ،وحضر درس كل من ،الفاضل الشربياني ،والشيخ محمد حسن المامقاني ،وشيخ الشريعة الأصفهاني ،والشيخ محمد كاظم الخراساني ،صاحب الكفاية ،والميرزا حسين خليلي .
تهذيب النفس ودراسته للأخلاق :
نُقِلَ عن جمعٍ من العلماء : أن السيد علي القاضي (رضي الله عنه) ، كان يرتضي طريقة عرفان وتوحيد ،السيد أحمد الكربلائي (رحمه الله) ودستوراته التي كان يرويها ،والتي كانت تتطابق مع منهج أستاذه الآخوند ملا حسين قلي همداني (قدس الله نفسه الزكية) ،وكان يعطيها لتلامذته أيضاً.
وكان يرى أنّ السيد مرتضى الكشميري (رحمه الله) ،لم يصل إلى مقام توحيد الحقّ ،والعرفان المحض ،للذات الأحدية ،وأنّ كمالاته كانت تدور في فلك عوالم الكرامات والمجاهدة مع النفس ،وأمثال ذلك.
وكخلاصة فإنّ السيد علي القاضي (رضي الله عنه وأرضاه) أخذ العرفان عن سلسلتين من الأساتذة واحدة تبدأ بوالده (قدس الله روحه) ،والأخرى تبدأ بالسيد أحمد الكربلائي (رضي الله عنه) .
عبادته :
كان السيد علي القاضي الطباطبائي (رضي الله عنه
وأرضاه) ، يخفى عبادتهِ عن الناس ، الا الفرائض التي كان يأتي بها جماعة ،مع خيرة
تلاميذه ، بمنزله أو في احدى غرف الحوزة العلمية (المدرسة الدينية) ، ما ان سمحت
له الفرصة بذلك ،واما اعماله العبادية الأخرى ،فقد كانت له غرفة بمسجد الكوفة
يتعبد فيها ،وفي بعض الأحيان كان يذهب إلى مسجد السهلة ، وكانت له علاقة شديدة ،بهذين
المسجدين المباركين ، كما كانت له غرفة صغيرة في مدرسة قوام ،يتعبد فيها بعد
الساعة الثانية عشر ليلا ً ، وذلك حينما يعم السكون ، وتهدأ العيون ، ويغط الطلبة
في النوم ، يشرع السيد القاضي (رضي الله عنه) في مناجاته ، ودعاءه ، واذكاره ،وصلواته
، بصوت جميل ، يَسْتَرِقُّ الأسماع ،ويلين القلوب ،ويهدؤ النفوس ،ويسبي العقول .
يقول العلامة الطباطبائي (رحمه الله): كانت هناك
ايام يختفي فيها السيد (القاضي) عن الانظار ، ولم تكن عائلته أيضا تعلم بمحل
اقامته، ومهما بحث عنه تلامذته ، في البيت ، أو المساجد ،لا يجدون له اثرا ، إلى ان
ياتي فجأة ويزاول نشاطه التوجيهي ،والإرشادي ،بنحو طبيعي .
وكان برنامجه في شهر رمضان الفضيل ، في العشرة الأولى
والثانية ، هو اقامة مجالس التعليم والإرشاد لطلبته ،ويكون ذلك بعد اربع ساعات
من الإفطار ، ويستمر هذا المجلس لمدة ساعتين ،ثم يتفرغ للعبادة وكان ذلك يستمر حتى
الصباح ، واما العشرُ الأواخر ،فقد كان فيها يختفي عن الانظار ، ويتفرغ للعبادة ،في
مكان ، لا يعلم به الا الله سبحانه ،وقد استمر على هذا النشاط ، ووطن نفسه على هذا
البرنامج الى أن انتقل الى رحمة ربه جل وعلا .
كان يتجنب الحضور في الاجتماعات العامة ، وكان كثير
الصمت ،يحيي ليله بالتهجد والعبادة ،ونهاره بالتفكير والمطالعة ،وكانت زيارته للمرقد
الطاهر لمولى الموحدين (عليه السلام) في الساعة الثانية بعد الظهر ، حيث كان الناس
في ذلك الوقت يهرعون إلى بيوتهم ،بسبب الحر الشديد ، ويبقى الحرم خاليا ، إلا من
عدد قليل من الزوار .
وكانت له سجدات طويلة في كل يوم ،لايشغله عن الاتيان
بها شاغل ، ولا يلهيه عن المحافظة عليها شيئ ، يقول السيد عبد الكريم الكشميري : كنت ازور استاذنا السيد القاضي (قدس سره) في
داره بين الفينة والأخرى ،فاجده ساجدا ، فانتظر طويلا لعله يرفع رأسه من السجود
ولكن دون جدوى ، فاخرج من الدار وهو لا يزال في سجوده .
وكان مواضباً
أيضا على قراءة سور المسبحات قبل النوم ،وهي السور التي تبتدأ بـ
(سبح) ،و (يسبح) وهي خمسة : سورة الحديد ، وسورة الحشر ، وسورة الصف ،الجمعة ، والتغابن .
وكان يداوم أيضاً ،على زيارة مقبرة وادي السلام ،يوميا
،بين الطلوعين ، وكانت زيارته تستغرق ساعتين إلى اربع ساعات ،حيث يجلس صامتا ، في
زاوية من زوايا المقبرة .
وكان يصحبه
أحيانا بعض التلاميذ الذين كانوا سرعان ما ينتابهم الضجر من هذا الصمت المحير ، فيتركونه
وحده ويذهبون .
اخلاقه :
لقد كان السيد علي القاضي (رضوان الله عليه) صاحب خلق رفيع وقد هذب نفسه تهذيبا كاملا ،من رذائل الأخلاق ،كالغرور ،والتكبر ،وحب الرئاسة ،والمدح ،وحب الدنيا....الخ ، وتحلى بالصفاة المحمودة كالتواضع والتذلل للمؤمنين ،وحب الفقراء والضعفاء والمساكين ومساعدتهم ،والكرم ،والشجاعة ،والرضا ، والقناعة.....الخ .
وبالجملة فقد كان إنسانا متحرراً من شهواته الحيوانية ،كان عالماً ربانياً ،يعاين عالم الملكوت وتنكشف له حقائق الوقائع والأحداث ،ويرى حقيقة الأشخاص .
كان يشتري حاجياته بنفسه ويحملها إلى داره ، فكان يشتري الخضار والفواكه التي لا يرغب فيها أحد ،ويحملها بطرف رداءه ،ويجتازبها الأسواق ذاهبا بها إلى بيته ، وعندما سئل عن سبب رغبته في شراء مايزهد فيه الاخرون ،قال : ان البائع الفلاني مثلاً ،فقير ، وقد اشترى الناس منه الخضار والفاكهة الجيدة ، وبقيت هذه لا مشتري لها ،وانا اعلم انه سيرميها قبيل الظهر في المزبلة ، وانا اود مساعدته ،من غير ان يذهب ماء وجهه ، أو يتعود على أخذ الصدقة من الناس ،ويترك الكسب الحلال ، فاشتريها منه ، وفي نفس الوقت فان هذه الخضار والفاكهة ،تؤدي نفس اثر الخضار والفاكهة الطازجة .
ومن قصص تواضعه ، ما نقله السيد عبد الكريم الكشميري ،يقول : ذهبت الى زيارته في يوم من الايام ،فقدم لي تمرا ، وقد طلب مني عدة مرات تناول شيئا منه ،ولكني لم افعل لعدم رغبتي في تناول هذا النوع من التمر ، ثم عرف السيد اني احب التمر (الديري) ، وعند خروجي من بيته ذهب مسرعا إلى السوق ،ولحق بي امام دارنا ،وهو يصيح علي ، ثم اخرج بكفيه مقداراً من (التمر الديري) واعطانيه .
وينقل نجله السيد محمد حسن القاضي ،عن والده يقول : كنت اذهب مع والدي في صغري عند ذهابه الى السوق ، وكان له صديق يبيع الفحم ،يزوره في الشهر مرة على الاقل ، فكان والدي يجلس معه داخل الدكان ،ويامرنا ان نبقى خارجا ،خوفا من اتساخ ثيابنا بالفحم ، وكانا يتحدثان ساعة ،يقوم في أثنائها صاحب الفحم ،فيبيع للناس ما يحتاجونه ، ثم يرجع إلى الجلوس مع والدي، فيتناثر غبار الفحم على ثيابه ، وعند خروج والدي من الدكان ،تكون ملابسه البيضاء التي قد اعتاد ارتدائها قد اتسخت بالبقع السوداء ، ومع ذلك كان يجوب بها الأسواق والشوارع والازقة ، وعند وصوله إلى دار زوجته ، ام حسين ،كانت تصرخ في وجهه على ذلك ،فيهدؤتها ويسكنها ،ويعدها بمساعدتها في غسل الثياب وتنظيفها .
وكان الوفاء من سجاياه الاخلاقية الثابتة ، يقول الشيخ العارف محسن الملايري : كان والدي صديقا للسيد القاضي (رحمه الله) في النجف الأشرف ، وملازما له ، وعند وفاته ذهبت إلى النجف ، فحضر عندي ، السيد القاضي وقال لي : ان والدك كان صديقا لي وكان احدنا يحمل غذاءه الى الاخر ويغسل ثيابه ، ولا زال هذا الحق باق في ذمتي ، وما دمت في النجف فاني احضر لك الطعام يوميا ،واتيك به ،فكان السيد ياتي بالطعام ونتناوله سوية ،وياخذ ثيابي ويغسلها في بيته ،ثم ياتيني بها نظيفة.
الامتناع عن الكلام والحديث الفارغ :
يقول آية الله السيد محمد الحسيني الهمداني ،صاحب تفسير أنوار درخشان ،أو الأنوار
الساطعة ،كنت أسكن في مدرسة قوام بالنجف ، وكان للسيد علي القاضي (رضي الله عنه) ،
غرفة صغيرة في زاوية المدرسة ، فتعجبت من ذلك ثم علمت أنه اختار السكن في هذه
الغرفة لضيق منزله ، وكثرة عياله وأولاده ، ليجد الهدوء والخلوة ، للتهجد والعبادة
،وفي فترة وجودي في مدرسة قوام ،لم أرَى فيها السيد علي القاضى (رحمه الله) ،قضى
ليلة من الليالي نائماً ، فكان يحيي الليل بالنوح والبكاء ،وقد شاهدت في أثناء هذه
الفترة القصيرة التي قضيتها معه ، حالات فريدة ، لم أرها من أحد غيره ، سوى
النائيني والكمباني ، فكان يختلف عن جميع الأساتذة والطلاب ،الذين عرفتهم في حوزة النجف ، في تمام سلوكه وأخلاقه ، الاجتماعية والعائلية ،والدراسية ، فهو
دائم السكوت ،لا يتكلم إلا نادراً ، وكان يبادر أحياناً إلى الحديث من غير سؤال ،وكنت
أشعر أنه يعاني أحياناً من صعوبة كبيرة في الجواب ،حتى اطلعت صدفة على شيء جلب
انتباهي وهي وجود غدة زرقاء في باطن فم السيد القاضي (رحمه الله) ،فسألته عن ذلك ،فامتنع
عن جواب ،فأصررت عليه وبينّت له أن قصدي هو مجرد التعلم ولاشيء آخر ،فلم يجبني
أيضاً ، إلى أن خلوت معه في جلسة ، فبادرني قائلاً : يا سيد محمد ، يجب أن تتحمل
مصاعب جمة من أجل طي المسافة الطويلة في السير والسلوك ،ويجب عليك أيضاً أن تترك
أموراً كثيرة ، فقد أردت في أيام شبابي ،وفي ابتداء سلوكي في هذا الطريق ، أن ألجم
لساني وأسيطر عليه ، فوضعت حصاة في فمي مدة 26 سنة لكي أمتنع عن الكلام والحديث
الفارغ وهذه الغدة الزرقاء التي تراها في باطن فمي هي من آثار تلك المرحلة .
ويقول آية الله السيد عبد الكريم الكشميري :
لقد كان السيد القاضي كله مكاشفة ، وقد صار في آخر عمره
لطيفاً ،ورقيقاً جداً ،فكان بمجرد أن يرى الماء يتذكر مصيبة عطش الإمام الحسين (عليه
السلام) ويشرع في البكاء.
ولقد وصل السيد القاضي (رضي الله عنه) اثر هذه المجاهدات والرياضات
العبادية ،إلى درجة الفناء في الله عزوجل ،فلم يكن يحس ويهتم بما يجري حوله مهما
كان ذلك عظيماً وخطيراً في نظر الناس .
الإيثار ونكران الذات :
ذكر أحد أهل العلم ،قال : كنت أحضر مجلس السيد علي القاضي وكنت في
ضائقة مالية شديدة ، شأن أكثر الطلبة في النجف ، كنت أتعشى أكثر الليالي بالخبز
والشاي فقط ، وفي إحدي الليالي كانت لدي قطعة نقدية صغيرة تكفي لشراء قرص من الخبز
وكان في نيتي أن أشتري بها الخبز عندما أعود من المجلس ، وفي أثناء حديثه ، (وكان
مجلسه (قدس سره) في غرفة من غرف المدرسة الهندية) دخل علينا مسكين يستعطي (يسأل
الصدقة) ، وفجأة مدّ السيد القاضي يده نحوي وقال : هل لديك شيء تعطيه لهذا المسكين
؟ فمددت يدي في جيبي وأخرجت القطعة النقدية الوحيدة ودفعتها له ، فأخذها ودفعها
للمسكين ، ثم واصل الحديث .
فخرجت من عنده وودّعت أصحاب
المجلس ولم أبدِ لأحد منهم شيئاً ، وذهبت إلى غرفتي ولعدم وجود الخبز لم أصنع
الشاي وقمت بتحضير دروسي حتى انتهيت وأردت أن أستلقي على فراشي للنوم وقد أخذ
الجوع مني مأخذه ،والوساوس الشيطانية تهجم على قلبي وتسول لي ، وكنت أدفعها عن
نفسي بالاستغفار والإنابة .
وإذا بالباب يطرق ،فقمت وفتحت الباب ،فكان السيد القاضي ، فرحبت به ،فجلس
وأخرج من تحت ردائه إناء فيه طعام ، أرز مع (الماش) (الماش هو : نوع من الباقوليات
تشبه البازلاء وهي صغيرة الحجم) وقليل من اللحم والخبز وطلب مني مشاركته في الأكل ،
فأكلت حتى شبعت ثم قال وبصوت عال خلاف عادته : وأين الشاي ؟ فقمت بسرعة وأحضرت
الشاي فشرب كوباً صغيراً ونهض وودعني وخرج .
إن هذه القصة هي من النماذج الصغيرة التي كان يلجأ إليها السيد علي
القاضي (قدس سره) أحياناً مع أصحابه ، وهي تعطي صورة من صور الإيثار ونكران الذات ،
وهما من الصفات الحميدة التي يلزم أن يتحلى بها المؤمن ، الذي يبدأ الطريق نحو
المدارج العالية الروحية ،والسير والسلوك ،وهذا
القدر من الصبر والتجلد على الشدائد ، هو من مفاتيح ذلك .
وضعه الاجتماعي :
تزوج السيد علي القاضي (رحمه الله) عدة زوجات
، وولد له أولاد كثيرون ،كان فقير جدا ،ومع ذلك لم يكن يبدو عليه اي قلق لذلك ،ولم
تاخذ الحاجة المادية حيزا من تفكيره وهمه ، بل كان تفكيره وهمه في عبادة الله عز
وجل ، وكان (رضي الله عنه) يقول : الأفضل لي ان ابقى فقيرا لان في ذلك تحسن لحالتي
الروحية ، و المعنوية ، بينما تنقلب الحالة عند البعض الآخر ، كاستاذي الشيخ محمد
البهاري ،فان تحسن حالته الروحية ، مرتبط بتحسن حالته المادية ، فقد كان يعمل
بمهنة الصياغة ووضعه المالي كان جيدا جدا.
لقد كان فقره المدقع موضع تعجب اصدقائه ، والمقربين
اليه ، لم يكن السيد علي القاضي (رحمه الله) يمتلك في داره غير حصير من - الخوص - (ورَقُ النَّخْلِ)
،وكان مع عياله يقضون أكثر اوقاتهم من الليل ، في ظلام دامس ،لانه لم يكن يمتلك
مالا يشتري به نفطاً ، يضعه في الفانوس.
ومن قصص فقر السيد علي القاضي (رضوان الله
عليه) ، ما يروى ، عن العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي (رحمه الله) ،صاحب تفسير
الميزان ،قال : اشتدت حاجتي إلى المال حاجة شديدة فقررت الذهاب إلى
استاذي ،السيد علي القاضي ،لكي اقترض منه مبلغا يسيرا ريثما يرسلوا لي المال من
ايران ، وعندما جلست عنده جاء أحد أولاده من الكوفة ، وحضر عنده وقال له : ان امي قد وضعت مولودها ونحن
بحاجة إلى شيء من المال ،فمد السيد القاضي ، يده في جيبه فلم يجد شيئا ،فقال
لولده : ليس عندي شيء من المال كما ترى . فقال ولده : اعطني عدة سجائر
لكي نعطيها كاكرامية للقابلة على الاقل ، فقال السيد القاضي : وليس عندي شيء
من ذلك أيضا .
يقول العلامة الطباطبائي (قدس سره) ومع ذلك
فقد قضى السيد علي القاضي (رحمه الله) حياته بكل هدوء وطمأنينة ، بنحو يثير الدهشة
والاستغراب .
ومن صور فقره ان صاحب الدار التي كان
يستاجرها السيد (رحمه الله)، رمى باثاثه مرة في الشارع ،لانه لم يكن قادرا
على دفع الإيجار ،فاخذ عائلته وسكن في احدى غرف مسجد الكوفة ،المعدة لاستقبال
الزوار .
وفاته :
توفي السيد علي القاضي الطباطبائي التبريزي (قدس الله روحه) في اليوم الثلاثاء ، السادس من شهر ربيع الأول سنة (1366) هجري – قمري ، الموافق لـ الثامن والعشرين من شهر جانفي ( يناير ، كانون الثاني ) سنة (1947) ميلادي ، الموافق لـ الثامن من شهر بهمن سنة (1325) هجري – شمسي ، بالنجف ،ودفن هناك بمقبرة وادي السلام ، عن عمر يناهز (83) سنة ،قضا السيد القاضي (رحمه الله) معظم حياته في خدمة الإسلام المحمدي الأصيل ،ونشر تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) والعمل على ترسيخ ثقافتهم في المجتمع الإسلامي .
وقد رثاه الكثير من العلماء ،والأدباء في النجف الأشرف ، يقول المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي انه سمع السيد الخوئي (قدس سره) يقول :
(إن النجوم قد تناثرت عند وفاة السيد علي القاضي (رحمه الله) ،يقول السيد عبد العزيز ، فقلت : ان النجوم لاتتناثر لموت أحد . فقال : ان هذا ليقين عندي ولايمكن ان اتنازل عنه لأني رأيته بأم عيني .
آثاره :
من آثاره : قصائد في كتاب (صفحات من تاريخ
الأعلام في النجف) ورسائل كتبها إلى طلابه في السير والسلوك العرفاني ،وتزكية
النفس ، ونظم الشعر بالعربية و الفارسية .
لقد شاء الله ان يكشف عن تراث هذا العالم الرباني الجليل في هذا الزمان حيث ان الناس يعرفون الان السيد الطباطبائي اكثر مما عرف اثناء حياته وهذا بحد ذاته كرامة
ردحذفلا يكاد يخلو اي موقع من مواقع التواصل ولا يحتوي على صورة للسيد القاضي فهو مؤسس العرفان ولكنه ظلم كثيا في حياته بسبب الجهل وعدم ادراك الطبقة الدينية حتى الحوزة العلمية ان ذاك لشمولية السيد القاضي
ردحذفعلى المستوى الشخصي اقرا له سورة الفاتحة واترحم عليه واشاركه بعض اعمالي ولا اكاد انساه في صلاتي لانه السبب المباش لالطلاعنا على علم العرفانغهو بحق نادرة الزمان هو وتلميز السيد محمد حسين الطباطبائي صاحب الميزان روحي فداه فجزاكم الله عنا وعن شباب الاسلام المحمدي الاصيل خير جزاء المعطين المخلسين الواصلين ونسال الله ان يغمرنا من روحك القدسية فانت حي يقين لاريبة فيه
ردحذفالسلام على السيد علي الشوشتري السلام على الشيخ حسين قلي الهمداي السلام على السيد احمد الكؤبلائي السلام على السيد القاضي السلام على السيد الطبطبائي السلام على الميرزا الملكي التبريزي السلام على الشيخ محمد البهاري السلام على السيد هاشم الحداد السلام على الشيغ عباس القوجاني السلام على الشيخ حسن زاجه الاملي السلام على الشيخ بهجت السلام على الامام اخميني والسيد احمد افهري
ردحذفالسلام على الشهداء والعرفاء والواصلين الى حقيقة التوحيد ولا انسى السلام على السيد محمد حسين الطهراني ومحمد محمد صادق الصدروجواد الاملي ومصباح اليزدي والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
ردحذف