السید عبد اللطيف فضل الله
(رضي الله عنه)
السيد
عبد اللطيف فضل الله (رحمه الله) هو شاعر ،وأديب ، عالم دين جعفري ، من بلدة عيناتا ، و هي إحدى
البلدات اللبنانية التابعة ادارياً الى قضاء بنت جبيل ،الكائنة بمحافظة النبطية ، جنوب لبنان (جبل عامل) ،ينتمي الى عائلة عريقة ، معروفة بالتقوى
والورع ،ومشهورة بحبها لفعل الخير ، وخدمة أهل العلم والمستضعفين ، له ديوان في الشعر تم طبعه في العام 2001 م .
نسبه :
هو السيد عبد اللطيف فضل الله، بن السيِّد
نجيب، بن السيِّد محي الدِّين، بن نصر الله ،بن محمَّد ،بن عليّ بن يوسف، بن
محمَّد ،بن فضل الله ،بن الشّريف حسن ،بن السيِّد جمال يوسف ،بن الحسن ،بن محمَّد ،بن
عيسى ، بن فاضل ،بن يحيى ،بن جوبان ،بن دياب ،بن عبد الله ،بن موسى ،بن عبد الله ،بن
الحسن المثنى ،بن الإمام الحسن السبط ،بن أمير المؤمنين الإمام علي وفاطمة الزهراء
بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أسرة - آل فضل الله - المعروفة بالعلم
والأدب .
الولادة والنشأة :
ولد السيد
عبد اللطيف فضل الله (رحمه الله) سنة 1904 ميلادي، في بلدة عيناثا، وفي وسط عائلة علمائية
،مؤمنة ،ملتزمة ،وتربى في كنف والده ،آية الله العظمى السيد نجيب فضل الله (رضي
الله عنه) .
إخوته :
- السيد محمد سعيد ، فضل الله
- السيد عبد الرؤوف ، فضل الله
- السيد علي ، فضل الله
الدراسة :
تلقى على والده
آية الله العظمى السيد نجيب فضل الله (رضي الله عنه) وفي سن مبكرة شيئاً من مبادئ
اللغة العربية ، ثم دخل مدرسة بنت جبيل الحكومية الابتدائية، وبعد وفاة والده خلال
الحرب العالمية الأولى ، درس على أخيه
السيد محمد سعيد فضل الله (رضي الله عنه) ، وبعد ان هاجر أخوه إلى النجف الأشرف ،
سنة 1337 هـجري قمري ، أصبح مسؤولاً عن إخوته ،وعن شؤون البلدة الدينية ، وقد تابع
دراسته على الشيخ موسى مغنية ، ثم انتقل إلى بلدة معركة الجنوبية (و - معركة - هي إحدى البلدات اللبنانية ، من
بلدات قضاء صور التابعة الى محافظة الجنوب) ، فدرس على
الشيخ عبد الكريم مغنية، ثم عاد إلى عيناثا مصمماً على الهجرة إلى النجف الأشرف ،
لمتابعة الدراسة ، ولكن رغبته اصطدمت بإجماع الناس على بقائه في المنطقة ، وذلك
لحاجتهم اليه فاستجاب لرغبتهم .
التدريس والنشاط الاجتماعي :
عكف على
تدريس مجموعات من الطلاب واعدادهم للذهاب إلى النجف الأشرف، مع العمل على تيسير امور الناس وحل مشاكلهم، مبتعداً
بشكل تام عن الصراعات السياسية المحلية، عاملاً في نفس الوقت على بث الوعي بين
الناس بروح رسالية متفانية ، وقد مكنه ذلك من ان يكون قدوة في محيطه، وعلى ان يحوز
على قداسة، ثبت دعائمها نزعته إلى الزهد والايثار والابتعاد عن المظاهر، والعمل على
خدمة الفقراء، ومشاركتهم آلامهم ، وقد عبر عن ذلك في شعره حيث قال
:
تعففت
والدنيا لمن هان جنة ... فألفيت في الحرمان غاية مطمعي
كان ديوانه
في عيناثا ،مسرحاً للندوات الفكرية والأدبية، ومقصداً للعلماء والأدباء ،من مختلف الاتجاهات
وكانت تطلعاته السياسية تبرز في ثنايا شعره ،مع انه كان شديد الحرص على عدم اشتهار
هذا الشعر.
مع بروز
التيار الفكري الشيوعي عمل على نشر الوعي والفكر واعتمد اسلوب الحوار للنقاش مع
حاملي هذا الفكر، ما أكسبه احتراماً كبيراً حتى عند خصومه .
ومع بدايات
الاحتلال الإسرائيلي عام 1982 م ، لجنوب لبنان (جبل عامل) ، ووصوله إلى العاصمة بيروت،
كان قد بدأ بالعمل على تكثيف النشاط الديني، وانهاء مشروع كبير في البلدة يتضمن
مركزاً إسلامياً ومستوصفاً ومكتبة ومدرسة هو من أكبر المراكز في جبل عامل، وقد تم
ذلك بتمويل من الناس انفسهم الذي كانوا بغالبيتهم قد شكلوا نوعا من العمل الثقافي
الإسلامي الشامل كركيزة ضد التطبيع في العلاقات، التي كان اليهود يعملون على
ايجاده.
كذلك كان
يدعو لعزل القلة التي تعاونت مع الاحتلال الإسرائيلي، ومع تنامي المواجهة مع
الاحتلال في جبل عامل كله، كان المركز الإسلامي في عيناثا، منطلقا لعشرات الشباب
الملاحقين من قبل الاحتلال ، وكان الاحتلال يصدم عندما يصطدم بالسيد عبد اللطيف (رحمه
الله) مع الناس من اجل اطلاق سراحهم مستخدمين كل وسائل الضغط الشعبي.
هاجر إلى صور
،وذلك بعد ازياد حجم الضعط عليه وعلى اهالي بلدته من قبل الاحتلال الإسرائيلي
وعملائه .
بقي يتابع
الوضع الاجتماعي للناس في الشريط الحدودي المحتل ويحاول مساعدتهم بكل الطرق
الممكنة، حتى خلال فترة معاناته مع المرض، ففي آخر ثلاث سنوات من عمره ازدادت وطئة
المرض عليه فأوكل مهمة خدمة الناس إلى أولاده واعتبرها واجباً شرعياً.
وفاته :
توفي يوم
الإثنين في 23 ديسمبر - كانون الأول سنة 1991 ميلادي الموافق لـ 17 جمادى الثانية سنة 1412 هجري قمري ،الموافق لـ 2 دي 1370 هجري شمسي ، في بيروت والتي
نقل إلى أحد مستشفياتها من صور ، وقد دفن في عيناثا ،قرب قبر والده ،السيد نجيب فضل
الله (رضي الله عنه) ،بمظاهر تكريم شعبي شكل تحديا للاحتلال الإسرائيلي. وفي عام
2014 ميلادي ،تم بناء قبة فوق قبره وقبر والده تخليدا لرمزيتهما لدى أهل البلدة .