بحث هذه المدونة الإلكترونية

.

.

السبت، 18 أكتوبر 2014

العلامة السيد _ محمد سعيد الحبوبي (رضي الله عنه )







العلامة السيد
محمد سعيد الحبوبي (رضي الله عنه )
 (1266 هـ - ق – 1333 هـ - ق)




هو السيّد أبو علي ،محمّد سعيد ،بن محمود ،بن قاسم الحسني الحبّوبي، وهو من كبار علماء عصره وأشهرهم ، كان فقيه كبيراً، وأديب فطحلاً، وشاعر مبدعاً ، ولد (رضي الله عنه) ، في اليوم الرابع من شهر جمادى الثانية من سنة (1266) هجري – قمري ، بمدينة النجف الأشرف ، في اسرة عربية محافظة ،معروفة بالصلاح والعلم وحبها لفعل الخير ،يرجع نسبها الى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) ، بن أمير المؤمنين ومولى الموحدين وامام المتقين ، الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) .

 

نشأته ودراسته :

 

نشأ السيد محمد سعيد الحبوبي (رحمه الله) ،مطبوعاً على حب الخير ، وكان مثالاً للخلق الرفيع ، والنفسية العالية ، مهتماً بالعلم والأدب ، فتوجهاته الفكرية والأدبية ، تدل على ذكائه ،ونبوغه ، اتجه صوب المجتمع ،فكان ولوعاً بتكوين الحلقات الأدبية ،التي تصقل المواهب وتثيرها ، وكان يغرد بألوان من الشعر ، لم يعهد لها مثيلاً من قبل ،في النجف الأشرف ،كان يحف المحافل والأندية ، بقطع من قلبه الرقيق وروحه الكبيرة ، واستطاع أن يتملك زمام إمارة الشعر، ويترأس الأندية التي ضمت النوابغ والفحول من أرباب الأدب، فانضوى تحت رايته أكابر الشعراء ، وانتسب إلى حضيرته معظم الأدباء .

امضى السيد محمد سعيد الحبوبي (رضي الله عنه) طفولته في رعاية ابيه ، السيد محمود الحبوبي (رحمه الله) ، ولما بلغ سن التعليم ، بدأ بتعلم القراءة والكتابة والخط ، ثم حفظ القرآن الكريم ، وبعدها استمر بدراسة مبادئ الادب ،وعلوم اللغة العربية ،هاجر مع ابيه وعمه الى الحجاز ،وقضى شطرا من حياته هناك ، في بلاد نجد ،بقي هناك عدة سنوات ، ثم عاد الى النجف الاشرف ،فعكف على دراسة علوم اللغة العربية ،ودراسة العلوم الدينية ، فحضر في الفقه والاصول عند الشيخ محمد حسين الكاظمي ، والشيخ محمد طه نجف ،واطلع على العديد من الدواوين الشعرية والادبية ، كما اخذ يتردد على المجالس الادبية ،التي كانت منتشرة بالنجف الاشرف ،وفي العشرين من عمره الشريف ، نظم اول قصيدة في رثاء السيد رضا الرفيعي (رحمه الله) ،واستمر في نظم القصائد الشعرية الى أن اصبح من كبار الشعراء ، وكان له علاقات وطيدة مع شعراء المدن العراقية الاخرى ،وعلى الرغم مما كانت تضمه ، مدينة النجف الاشرف ،من فطاحل الشعر ،ونوابغ الادب ،الا ان السيد محمد سعيد الحبوبي (رحمه الله) كان من أبرزهم وأشهرهم وقد شهدوا له بالنبوغ والتقدم .

 

أساتذته :

درس السيد محمد سعيد الحبوبي (رضي الله عنه) عند خاله الشيخ عباس الأعسم ،و الشيخ محمّد الشربياني، والشيخ رضا الهمداني ، والشيخ موسى شرارة ، و السيّد مهدي الحكيم ، و أخذ درس الأخلاق والرياضيات ، عند العارف الكبير ، الميرزا حسين قلي ، ودرس الفقه والأصول ردحاً من الزمن ،عند الأستاذ الكبير ، الشيخ محمد حسين الكاظمي المتوفي سنة 1308 هجري – قمري  ،حيث كان هو المدرس العربي الوحيد في زمانه ، وبعد وفاته ، اختص بالحضور والدراسة ، عند فاضل عصره ،الشيخ محمد طه نجف ، فكان من أساطين من حضروا عنده ، وقد أيده الشيخ بكلمات كثيرة ، رَفعت منزلته بين الفضلاء ،وجعلته في الطبقة الأولى منهم ، وبعد وفاته ـ سنة 1323 هـجري ـ قمري ، لم يحضر عند أحد من كبار العلماء ، بل انقطع للتدريس ،والتأليف ،حتى أصبح يُعدّ في صدور العلماء المجتهدين ، يُرجَع إليه في المسائل العويصة .

 

من تلامذته :

السيّد محسن الطباطبائي الحكيم

 

جهاده ضد الإنجليز :

يعد السيد محمد السعيد الحبوبي (قدس سره) ،من ابطال الجهاد والنضال ، حيث قاد جيشا باسلا من ابناء العشائر العراقية لمقارعة الانكليز وكان تحت لواءه تسعون الف محارب.

إنّ تاريخ الحرب العالمية الأُولى خصّص صفحة مشرقة لجهاد السيّد الحبّوبي، وأفرد فصلاً لبطولته ،وعزمه الملتهب في حفظ كيان الإسلام والمسلمين ، فقد أعلن الجهاد ضدّ الاستعمار الإنجليزي في شهر محرّم الحرام من سنة 1333ﻫجري – قمري ، وخرج هو بنفسه ، رغم كبر سنّه ، والتحقت به الجموع المحتشدة من المؤمنين ، ومعظم عشائر الجنوب العراقي والأكراد ، وسار بهم إلى منطقة (الشعيبة) ،والتي كان يتواجد فيها الإنجليز ، فقاتل المحتلّين في معركة الشعيبة ، إلّا أنّ تفوّق الإنجليز بالسلاح ، أجبر المقاومين إلى الانسحاب بعد أن قدّموا تضحيات جسيمة من الشهداء .

وبعد أشهر اتّصل به القادة الأتراك وطلبوا منه رسم خطّة لإعادة الكرّة للجهاد عن طريق كوت الإمارة ، وهكذا كان ، فخاض السيد محمد سعيد الحبّوبي (رحمه الله) مع بقيّة العلماء والعشائر والجيش التركي معركة أُخرى ضدّ القوّات البريطانية الغازية، وكان النصر حليفهم هذه المرّة، إذ استطاعوا محاصرة الجيش الإنجليزي وأسر جميع أفراده وعددهم اثني عشر ألف رجل .

 

وفاته :

 

انتقل السيد محمد سعيد الحبوبي (رحمه الله) الى الرفيق الأعلى ،في اليوم الثاني من شهر شعبان سنة ( 1333 ) هجري – قمري ، الموافق لـ 23 خرداد سنة ( 1294 ) هجري – شمسي ، الموافق لـ 14 جوان (يونيو – حزيران) سنة (1915) ميلادي ، في مدينة الناصرية عند عودته من المعركة ، ودُفن في الصحن الحيدري للإمام علي (عليه السلام) بمدينة النجف الأشرف .










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق