بحث هذه المدونة الإلكترونية

.

.

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

المجتهد الأكبر _ السيد محسن الأمين العاملي (رضي الله عنه)







المجتهد الأكبر
السيد محسن الأمين العاملي
(رضي الله عنه)
 (1284 هـ - ق _ 1371 هـ - ق)
 (1865 م – 1952 م)





هو السيد أبو محمد الباقر ،محسن الأمين ، العلوي الفاطمي ،الهاشمي الحلي ،العاملي ،الشقرائي ، نزيل دمشق ، لقب ،بالمجتهد الأكبر ،وهو من كبار علماء الجعفرية ، لبناني الأصل ،من قرية شقراء ،وهي قرية من قرى قضاء بنت جبيل ، بجبل عامل ، جنوب لبنان ، وهو علوي النسب ،يرجع نسبه الى الإمام الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام) ،ولد (رضي الله عنه) ،عام 1284 هجري – قمري ، سنة 1865 ميلادي ،في عائلة شريفة معروفة بالصلاح والعلم ، وحبها لفعل الخير ،وخدمة المستضعفين .
وهو الذي تعددت منجزاته في مجالات وحقول شتى ومتنوعة ،ألف العديد من الكتب ،انتقل إلى مدينة دمشق مرجعاً وعالماً للمسلمين الإمامية ، وسكن في أحد احايئها في ، دخلة الشرفاء ،في الشارع والمحلة ،التي حملت اسمه فيما بعد (حي الأمينّ) ، قام بالعديد من الإصلاحات ،وفجر نهضة فكرية في العالم الإسلامي وفي عالم الإمامية خاصة ، من خلال كتاباته المتنوعة ، لا سيما سِفره الضخم ، أعيان الشيعة ، حارب العادات والتقاليد البالية ،وغيرها ليحل محلها ،التشريع الإسلامي الصحيح ، واهتم بإنشاء المدارس العصرية ، وكان له دورا مهماً ،ومشاركة فاعلة ،في الثورة السورية الكبرى.

نسبه :

هو السيّد محسن ،بن السيّد عبد الكريم ،بن العلامة الفقيه الرئيس ، السيّد علي الأمين العاملي ، بن الرئيس السيد محمد الأمين ،بن العلامة الفقيه الرئيس السيد أبي الحسن موسى ،بن العالم الفاضل الرئيس السيد حيدر ،بن العالم الفاضل السيد أحمد ، بن العالم السيد ابراهيم ، والذي ينتهي نسبه إلى الحسين ذي الدمعة ، بن زيد الشهيد ، بن الإمام علي زين العابدين السجاد ، بن الإمام الحسين السبط المصفى شهيد كربلاء ، بن أمير المؤمنين وامام المتقين ومولى الموحدين الإمام علي بن أبي طالب ،قائد الغر المحجلين (عليهم سلام الله أجمعين ).

 

عشيرته :

 

أصل عشيرته ،آل الأمين ،وهي عشيرة عراقية الأصل من مدينة الحلة الفيحاء ،وكانت تعرف في القديم بقشاقش ،أو قشاقيش ،وهذا تصحيف للأقساسي ،نسبة الى أقساس بن مالك ،قرية قرب الكوفة .

والأقساسيون ،طائفة كبير ،هم من ذرية ،الحسين ذي العبرة ،وينسبون الى هذه القرية ،ثم عرفت هذه العشيرة ،بآل الأمين ،نسبة الى جدهم السيد محمد الأمين ، بن السيد أبي الحسن موسى ، فصار يقال لذريته ، آل الأمين .

 

نشأته :

 

ترعرع السيد محسن الأمين (رحمه الله) ،في كنف عائلة متدينة ،علمية صالحة ،تحفه رعاية والده التقيّ الصالح ، الصوّام القوّام ، البكّاء من خشية الله ،السيد عبد الكريم (رحمه الله) ، وتحتضنه أمه ، ابنة العالم الصالح ، الشيخ محمد حسين فلحة الميسي ، و التي كانت من فضليات نساء ، عاقلة صالحة ، ذكية مدبّرة ، عابدة مواظبة على الأوراد والأدعية ، كان لابويه الفضل الأكبر في تربيته ،وتفريغه لطلب العلم ، وحثه على‏ ذلك ،ومراقبته في سن الطفولة ،وقد توفي والده سنة 1315 هـ - ق ،في النجف الاشرف ودفن بها ،اما والدته ،فقد توفيت في حدود سنة 1300 هـ - ق .

 

أولاده :
هم : السيد حسين الأمين ، رحالة ،أديب ومؤرخ ، والسيد هاشم الأمين ، والسيد عبد المطلب الأمين ، والسيد جعفر الأمين ، والسيد محمد باقر الأمين .

دراسته :

 

التحق السيد محسن الأمين (رحمه الله) ،بالمدرسة في سن مبكرة ، ودرس مبادئ القراءة ،والكتابة ،وعندما بلغ سنّ السابعة من عمره الشريف ،قامت امه الفاضلة ،بتعليمه القرآن الكريم ، ثمّ أتقن الخطّ العربي بمدّة وجيزة ،عند بعض فضلاء العائلة ،وبعد أن ختم القرآن المجيد ،تعلّم علمي النحو والصرف ، فأخذ بحفظ الآجرومية وإعرابها وأمثلتها ، ثم بدأ بقراءة كتاب قطر الندى لابن هشام ،وشرح التفتازاني في التصريف ، على يد السيد محمد حسين الأمين ، وبعد إكمال قراءة كتب اللغة والنحو ، انتقل إلى بنت جبيل للدراسة على يد الشيخ موسى شرارة ،وفي عام 1308 هجري - قمري ، وبعد إكماله المقدّمات ، سافر إلى العراق ، لإكمال دراسته الحوزوية ،رغم ظروفه الصعبة ،و بعد عودته من العراق ،أقام في جبل عامل ،وأنشأ مدرسة هناك ، لتدريس العلوم الحوزوية ، من نحو ،وصرف ،وبيان، وعلم المنطق، وعلمي الأصول والفقه ، واستمر في الدراسة عند الشيخ موسى شرارة ، (رحمه الله) ،الى أن انتقل هذا الشيخ الفاضل الى رحمة ربه ،ولم يكمل السيد محسن الأمين (رحمه الله) بعد ،دراسته لمبحث الاستصحاب في كتاب المعالم في الاصول .

 

أساتذته :

 

من أساتذة السيد محسن الأمين (رحمه الله) ،الشيخ محمّد طه نجف ، والشيخ فتح الله الإصفهاني ،المعروف بشيخ الشريعة ،والشيخ محمّد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند ،والشيخ رضا الهمداني ،وابنا عمّه السيّد محمّد حسين ،والسيّد علي ،والشيخ محمّد حسن المامقاني ، والشيخ محمّد باقر النجم آبادي ، والسيّد فضل الله العاملي ، و السيّد أحمد الكربلائي ،والشيخ موسى شرارة ،والسيّد جواد مرتضى .

 

تلامذته :

ومن تلامذته (رضي الله عنه) : السيّد مهدي ،والسيّد حسن آل إبراهيم العاملي ،والشيخ علي بن الشيخ محمّد مروة العاملي ،والشيخ خليل الصوري ،وابنه الشيخ مصطفى الصوري ،والشيخ علي الصوري ، والسيّد أمين ابن السيّد علي العاملي ،والشيخ عبد اللطيف شبلي العاملي ، وبن عمّه السيّد حسن الأمين ،والأُستاذ أديب النقي الدمشقي ، والشيخ منير عسيران .

العلماء المعاصرون له في النجف :

من الفرس :

الشيخ ملا كاظم الخراساني ،والشيخ آقا رضا الهمداني ،والسيد كاظم اليزدي ،والميرزا حبيب الله الرشتي ،والميرزا حسن بن الميرزا خليل الطهراني .

ومن الترك :

الشيخ حسن المامقاني ، والملا محمد الشهرابياني .

ومن العرب :

النجفي الشيخ محمد طه نجف ،والشيخ حسين مغنية ،والشيخ علي رفيش ،والسيد محمد محمد تقي الطباطبائي آل بحر العلوم ، والشيخ عباس الشيخ علي ....وغيرهم .

 

مؤلّفاته :

 

أعيان الشيعة ،ونقض الوشيعة ،في الردّ على كتاب الوشيعة لموسى جار الله ،والدرّة البهية في تطبيق الموازين الشرعية على العرفية ، والمجالس السنية في مناقب ومصائب العترة النبوية (عليهم السلام) ، وكشف الارتياب في أتباع محمّد بن عبد الوهّاب ،والبحر الزخّار في شرح أحاديث الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) ،والدرّ النضيد في مراثي السبط الشهيد (عليه السلام) ،وأصدق الأخبار في قصّة الأخذ بالثأر ، وعين اليقين في التأليف بين المسلمين ،وكشف الغامض في أحكام الفرائض ،والدرّ المنظّم في مسألة تقليد الأعلم ،ولواعج الأشجان في مقتل الحسين (عليه السلام) ،وجناح الناهض إلى تعلّم الفرائض ، والقول السديد في الاجتهاد والتقليد ،وحذف الفضول عن علم الأُصول، وعجائب أحكام أمير المؤمنين (عليه السلام) ،وإقناع اللّائم على إقامة المآتم ،والمنيف في علم التصريف ،وتاريخ جبل عامل ،وصفوة الصفوة ، ومفتاح الجنات في الأعمال والأدعية والزيارت ...  

 

سفره الى سوريا :

 

  بعد أن استكمل السيد محسن الأمين ، دراسة للعلوم الدينية ، انتقل إلى سوريا ؛ للإرشاد والتعليم ،ونشر تعاليم الدين وترسيخ اسس وثوابت الإسلام الأصيل ،والترويج لثقافة أهل البيت (عليهم السلام) ، فاستقرّ في العاصمة دمشق، وأصبح جامعة كبيرة لوحده ،فانشأ جيلاً جديداً ،كان معه ،حرباً على ما أورثته الأجيال ،والسياسات المضلّلة الغاشمة ، من بِدَع وخرافات وأساطير ، شوّهت محاسن الإسلام ، وقوّضت سلطان المسلمين .

لقد طالب بالتعليم ،وتنوير الأفكار ،ومحاربة البدع ،والانحرافات ،ولايتمّ ذلك إلّا بالتعليم ،ففتح المدارس ،وأسّس مدرسة للبنات ، في الوقت الذي كان فيه الكثيرون يتحرّجون في تعليم الصبيان ، فكيف البنات ،ومع ذلك كانت مدارسه تُعلّم ، بالإضافة إلى جانب الشريعة ، مختلف العلوم العصرية ، واللغات الأجنبية ؛ لحاجة أبناء عصره لها ، تطبيقاً لفهمه العميق لحديث جدّه أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) :

(( لا تأدبوا أولادكم بأخلاقكم ،لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم )) .

 

موقفه من الاستعمار الفرنسي :

 

ما أن وضعت الحرب العالمية الأُولى أوزارها ،وأصبحت دمشق تحت الاحتلال الفرنسي ، حتّى بدأت معركته الأُولى ، وجهاده الأكبر ، مع حكومة الاحتلال الفرنسي ، التي كانت تدعوه إلى قبول مبدأ الطائفية ، في سوريا ، وشقّ عصا المسلمين إلى شطرين ، مهدّدة له تارة ، وملوّحة بالمال والمناصب الرفيعة تارة أُخرى .

فلم تلن له قناة ،ولن يُغري المال تلك النفس الكبيرة ،التي عرفت أنّ سرّ العظمة في العطاء ،لا في الأخذ ، وكيف يستطيع المنصب الديني الكبير الذي لوّح به المفوّض السامي الفرنسي أن يثنيه عن هدفه ، الذي نشأ وترعرع عليه ، فكانت كلمته في جميع مواقفه :

(( إنّما المؤمنون إخوة)) .

إضافة إلى الاستنكار والرفض ؛ لأنّه يؤمن بأنّه موظّف عند ربّه ، يؤدّي رسالته ، كما أمر بها ، لوجهه سبحانه تعالى، فلا يقبل أن يكون موظّفاً عند المفوّض الفرنسي يأتمر بأمره ، ويتحرّك بإشارته .

 

وفاته :

 

انتقل السيد محسن الأمين العاملي الحسيني ، (رضي الله عنه) ،الى رحمة ربه في  ليلة الأحد 4 من شهر رجب الأصب ، من سنة 1371 هجري - قمري . الموافق 30 من شهر آذار ،مارس سنة 1952 ميلادي ، بمدينة بيروت ،ونقل جثمانه الطاهر ،بتشيع مهيب إلى دمشق  ، بعد جهاد كبير ،وعمر مديد ، صرفه في خدمة الإسلام والمسلمين ،وحياة مليئة بالتضحيات والعطاء ، ودفن عند المدخل الرئيسي ، لمرقد عقيلة بني هاشم ،السيدة زينب ،بنت أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، بريف دمشق ، في قرية راوية ، أو ما يعرف اليوم بالست ، إحدى ضواحي دمشق ، وإلى جانب دواته وأقلامه .








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق